مهرجان الطقطوقة بتاونات يكرم العروسي والكرفطي وشامة



مهرجان الطقطوقة بتاونات يكرم العروسي والكرفطي وشامة
شاركت فيه 14 مجموعة غنائية والمنظمون يسعون إلى صبغه بطابع الدولية

كرم مهرجان تاونات لفنون العيطة الجبلية في دورته الأولى، الجمعة الماضي، الفنانين محمد العروسي وشامة الزاز ومحمد الكرفطي، اعترافا بمسارهم الفني الزاخر ومجهوداتهم الحثيثة للحفاظ على هذا الفن التراثي الذي يعتبر رافدا من الروافد الثقافية والحضارية المتميزة للمنطقة الشمالية.وتسلم سعيد الكرفطي هدية المهرجان نيابة عن أبيه الذي غاب عن حفل تكريمه الذي حضره وزير الثقافة ومسؤولون بوزارته، لظروفه الصحية، اعترافا بما راكمه من تجربة رائدة طيلة 62 سنة، فيما كان العروسي وشامة، عروسي هذا الحفل المنظم أمام عمالة تاونات، الذي حضره نحو 6 آلاف شخص.
ورغم كبر سنه وظروفه الصحية الصعبة، حضر محمد العروسي، رائد الطقطوقة، الذي بدأ مساره الفني سنة 1944، هذه الالتفاتة الثالثة من نوعها بالإقليم الذي يتحدر منه. وجلس خلف المنصة، إلى جانب شامة، ذات 27 سنة من الإبداع الفني، عضو مجموعته التي أحيت حفل اليوم الثاني.
واستمتع الجمهور نحو ساعتين، بوصلات غنائية من الطقطوقة الجبلية، أدتها فرق أحمد الحسايني من تطوان، والشيخ الكرفطي وحاجي السريفي من طنجة، الذي شاركته الرقص على إيقاع التبوريدة، فرقة الرقص الشعبي لتاورطة بتاونات، إضافة إلى ماية عائشة من عيون أم الربيع.
وأحيت 14 فرقة غنائية، 3 حفلات برمجت خلال الدورة، 5 منها من تاونات، بينها مجموعات علي التاوناتية وبوعلام وعبد الرحيم الصنهاجي، إضافة إلى مجموعة الشمال للعيطة الجبلية والتراث الجبلي (طنجة) وفرقة الخماس (الشاون) و"البواردية للفنون الشعبية" وعبد اللطيف الخمسي (الشاون).
ورغم ضعف الدعاية الإعلامية للدورة، فالإقبال المهم على فقراتها، لخص تعطش أبناء تاونات، لمثل هذه الالتفاتات التي افتقد إليها الإقليم بعد إقبار مهرجانات سابقة، فيما تعهد مسؤولو وزارة الثقافة، بمأسسة المهرجان، وتوسيع رقعة سهراته لتشمل كل الدوائر في الدورات المقبلة.
وقال محمد أمين الصبيحي، وزير الثقافة، إن تنظيم مهرجان للاحتفاء بالطقطوقة باعتبارها فنا عريقا ومتأصلا بالشمال، يندرج ضمن اهتمام وزارته بالفنون الأصيلة، وفي إطار خطة لصون التراث المادي واللامادي وإدماجه في مسلسل التنمية المستدامة، سعيا لترسيخ تقليد سنوي في المنحى ذاته.
وتعهد في كلمة تلاها بالمناسبة، بالحفاظ على المهرجان وجعله من المهرجانات الناجحة، والارتقاء به إلى المستوى الدولي، بعد اختراق هذا الفن التراثي الثري والمحتضن لحضارة وهوية متجذرة، "لكل الصعاب والمثبطات وضمان بقائه رغم غياب شروط التشجيع".
وتمنى أن يستفيد المهرجان الذي قال إنه "لقاء حميمي بطقوس الحب والانتماء"، من تراكمات مهرجانات سابقة. وأبرز أن الطقطوقة الجبلية منغرسة في الوجدان الشعبي، مبررا اختيار تاونات لاحتضان مهرجان لها، بأنها "ملتقى الفنون الجبلية". وقال إن الغنى الطبيعي للمدينة، "لم يتوج بالعناية اللازمة واللائقة"، لكن وزارته "لم تدخر جهدا لإخراج هذا المهرجان للوجود، بعدما تنافست عدة مدن شمالية، على احتضانه، مذكرا بمنجزات الوزارة بإقليم عانى طويلا التهميش الثقافي، خاصة في عهد مسؤول سابق على رأس مديريتها بتازة.وما يشفع لتاونات، في احتضان المهرجان، توفرها على طبيعة جبلية خلابة وريادتها في العطاء الفني الخاص بفنون العيطة الجبلية، ولأنها "واسطة العقد في سلسلة جبال الأطلس والريف، التي تربط بين شمال المغرب وجنوبه وشرقه وغربه، ولعراقة الروافد الثقافية والحضارية، منبع قوتها الثقافية".وقال مصدر من إدارة المهرجان، المنظم من قبل وزارة الثقافة بتعاون مع عمالة وبلدية تاونات، إن الطموح قائم لتنويع فضاءات عروضه وربطها بالمواقع التاريخية والأثرية بالمنطقة، من قبيل قلعة أمركو التي يعود تاريخها إلى العصر المرابطي، وغيرها من المواقع ذات الدلالة الرمزية والتاريخية بالإقليم.
ويروم المهرجان خلق دينامية إبداعية واقتصادية لإبراز دور المنطقة في المشهد الثقافي والفني الوطني والحفاظ على تراثها من خلال نهج سياسة الاحتفاء والاحتفال بإبداعها الفني لتعزيز الصلة بين المتلقي ومبدعي هذا اللون التراثي الفني العريق، والباحثين والمهتمين به من الدارسين والمؤرخين.

حميد الأبيض (تاونات)
جريدة الصباح

0 commentaires

شارك بتعليقك

رسالة أحدث
رسالة أقدم
الصفحة الرئيسية | جميع الحقوق محفوظة لـ موقع تاونات سيتي | مع تحيات إدارة الموقع