هل تجمع الاعراس ما فرقته السياسة: عندما يشهر زفاف سياسي وسط مناسبة اجتماعية



الكل لازال يتذكر أحداث سنة 2009 والإعتصام الشهير لعبو الابن أمام مقر الجهة، إعتصام وإن وقع وأخد أبعادا إعلامية سياسية كبرى آنذاك فإنه لم يثني بودرة عراب البام في مجلس الجهة من الفوز بمنصب الرئيس وتخييب آمال هذا الاخير في السيطرة على المشهد السياسي الجهوي ككل.

اعتصام وصراع وهزيمة وإنتصار كانا يؤشران على بداية حرب طاحنة بين الغريمين السياسيين التراكتور والحمامة ستكون ساحتها منطقة تازة الحسيمة في إطار إعادة تشكيل ملامح المشهد السياسي في المنطقة، لكن شيئا من ذلك لم يحدث، ابتلع عبو الإبن الهزيمة وجر ورائه بعد فشل إعتصامه وإخفاقه في الهيمنة على دواليب الجهة أذيال الخيبة وفقدانه الوزارة وانزوى بعدها في مربع ملعبه الذي يحكم السيطرة عليه هو وعبو الأب (تاونات) وكأن شيئا لم يكن ربما في انتظار الاستحقاقات القادمة.

اليوم هو يوم سبت الأول من شتنبر 2012، يوم زفاف كريمة رئيس المجلس الإقليمي لتازة أي بعد حوالي ثلاث سنوات من واقعة الإعتصام أو يزيد، المكان إحدى قاعة الحفلات، الحادث مائدة عشاء على شرف الحضور يجلس متحلقا حولها كلا من عبو الإبن وعبو الأب والهمص وبودرة وعبد الواحد المسعودي وخالد حجاج في مشهد ودي يؤشر على صفاء النفوس وهدوء الخواطر وعلى أجواء من التنسيق السياسي بين الأطراف الحاضرة تنسيق يعزز من احتماليته فوز البام من جديد برئاسة ثانية لغرفة الصناعة والتجارة والخدمات بتازة.

يغيب عرابي حزب السنبلة حميد كوسكوس وخليل الصديقي عن المشهد في حين يهم بوداس بالانسحاب من الحفل بعد وقوع بصره على عبو الإبن والأب كشرفي حضور لكنه يتراجع في آخر لحظة بعد تدخل رئيس المجلس الإقليمي صاحب الوليمة.

قد يبدو الأمر عاديا خاصة وأن المناسبة مناسبة زفاف لا دخل لمراسيم تنظيمها بالسياسة كما أن منسق أمر الحضور هو صاحب الحفل وبما أن هذا الأخير من أعيان المدينة وممتهني السياسة بصفته رئيسا للمجلس الاقليمي فإن من واجبه دعوة كل المشارب السياسية وإن اختلفت كما أن هؤلاء وإن تصارعوا فما من عيب أن يجلس الواحد إلى جانب الآخر وفي طاولة واحدة وفي مناسبة اجتماعية معينة من العيب أن يبرز ويطغى فيها الصراع السياسي على الجانب الإنساني والإجتماعي، لكن عند قراءة ما بين أسطر المشهد يتضح أن في داخل حفل الزفاف لكريمة بلة هناك حفل زفاف آخر كان عبارة عن إشهار لقطب سياسي يتشكل من وجوه قديمة وأخرى حديثة تنتمي إلى كل من حزب الحمامة والتراكتور في أفق المشهد الإنتخابي القادم، مشهد يعزز من فرضية التنسيق بين الأطراف المختلفة لكن مع طرح سؤال حول الاسباب التي جعلت عبو الإبن يركع خانعا إلى بودرة، هل هو ركوع واستسلام وإقرار بقوة الخصم ومراسه السياسي خاصة وأن هذا الأخير أبان عن قوة وسيطرة تامة على المشهد الإنتخابي الجهوي، أم هي رياح السياسة والتحالفات الجديدة التي بدأت تبرز بعضا من معالمها وإن بشكل لازال يكتنفه الغموض خاصة بعد واقعة الغرفة والتي أعادت خالد حجاج إلى واجهة المشهد السياسي رغم رهان العديد من الفاعلين على إخراجه من حلبة السباق السياسي ورغم فوزه بضربة حظ ورغم اعتبارها هزيمة للبام وإنتصارا لتحالف بوداس والصديقي بعد إحكام سيطرتهم على مكتب الغرفة وإبعاد جميع أعضاء تاونات من تشكيلة المكتب عقابا لعبو وبالتالي هزيمة لتحالف الهمص وعبو الإبن.

ثم ما أسباب غياب فريق السنبلة رغم العلاقة الودية التي تجمع بين عرابيها ورئيس المجلس الإقليمي، هل هو غياب لأسباب شخصية؟ أم أن الأمر يأخذ طابعا آخر ذو أبعاد سياسية تتمثل في عدم الرغبة في لقاء الغرماء السياسيين عبو الأب والإبن؟ سؤال ستبينه الأحداث والتطورات السياسية القادمة التي من المتوقع أن تشهد تسارعا وتغيرا في العديد من ملامحها خاصة إذا ما تأكد موعد الاستحقاقات الجماعية في الوقت الذي ضرب لها كموعد 2013 ليبقى السؤال المحير في مشهدنا السياسي المحلي هل ستجمع الاعراس والمناسبات العائلية ما فرقته السياسة من خصوم وغرماء؟.



تازة بريس

0 commentaires

شارك بتعليقك

رسالة أحدث
رسالة أقدم
الصفحة الرئيسية | جميع الحقوق محفوظة لـ موقع تاونات سيتي | مع تحيات إدارة الموقع