مخيمات «بني وليد» و«الوردزاغ» و«غابة الودكة» ملاذ أطفال تاونات


عاد حوالي 560 طفل من المستفيذين من المخيمات الصيفية بإقليم تاونات إلى ديارهم، بعدما قضوا أيامهم التخيمية بكل من مخيم جماعة بني وليد، ومخيم جماعة الوردزاغ، ومخيم غابة الودكة بجماعة الودكة بدائرة غفساي، وذلك في إطار البرنامج الوطني،”عطلة للجميع”.
وتوزعت المراحل التخييمية إلى خمس مراحل، استقبلت خلالها المخيمات الثلاثة المذكورة 560مستفيد، من بينهم من استفاد من مخيمات القرب القارة الذي تشرف على تنظيمه النيابة الإقليمية للشباب والرياضة في إطار العمل المباشر، الذي احتضنت أنشطته مخيمي الوردزاغ و وغابة الودكة، والذي أشرف على تأطيرها وتنشيطها طاقم من الموظفين و فعاليات الأندية و الجمعيات العاملة بدور الشباب، والتي تلقت تكوينا تحضيريا خلال عطلة ربيع 2012 بمركز الوردزاغ للتخييم محملة بالحقيبة التربوية، هذا إلى جانب تنظيم ثلاثة مراحل استفاد منها فرع تاونات للجمعية المغربية لتربية الشبيبة، وجمعية الفضاء التواصلي بمدينة القنيطرة، وجمعية الصداقة الثقافية والرياضية بمدينة الرباط، وذلك بشراكة مع نيابة وزارة الشباب والرياضة وبتنسيق مع المجالس البلدية المحتضنة وبدعم من السلطات المحلية والإقليمية، و المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وفعاليات المجتمع المدني.
وقال عبد الهادي الزوهري النائب الإقليمي للوزارة الشباب والرياضة في تصريح خص به “الأحداث المغربية” بكون هاجسهم الذي كان يحركهم بقوة، “هو العمل على ترسيم إقليم تاونات ضمن الخريطة الوطنية للتخييم، وذلك بالتنسيق مع شركائها كل حسب اختصاصها، من جماعات محلية وسلطات محلية و إقليمية، والمديرية الإقليمية للتجهيز والنقل، ومندوبية الإنعاش الوطني، والمندوبية الإقليمية للصحة، والوقاية المدنية، ومديرية المياه و الغابات، والمكتب الإقليمي للماء الصالح للشرب، والمكتب الوطني للكهرباء، ووكالة تنمية أقاليم الشمال”، وذلك سعيا منهم على الرفع من جودة بنية الاستقبال والخدمات ( عبر الإصلاح و الترميم ) بكل من مخيم بني وليد و مخيم جماعة الوردزاغ، وكذا مخيم غابة الودكة.
واعتبر الزوهري أن افتتاح مخيم الودكة بغابة ودكة، مكسبا مهما للبنية التخييمية بالإقليم، نظرا لما يزخر به من مؤهلات طبيعية متميزة، وموقعه الجغرافي، و المناخ المعتدل الذي يسوده، وأنواع النباتات والأشجار، و فرشته المائية الغنية، مما يجعل منه ثروة وطنية ان تتحول، بفعل الاستثمار إلى قاطرة للتنمية السياحية والاقتصادية والثقافية، هذا إلى جانب التركيز على العنصر البشري بالمنطقة الذي يتميز بطيبوبة ساكنته، التي فتحت قلبها لاحتضان هذا المرفق العمومي للطفولة والشباب، رغم إكراهات الولوجيات، مشيرا إلى كون المخيم الذي افتتح لأول مرة في وجه المستفيدين، يظل مؤهلا لاحتضان استثمارات مهمة قابلة للاستغلال طيلة السنة، بتنظيم الرحلات الاستكشافية والثقافية للشباب، وكذا أنشطة نهاية الأسبوع الموضوعاتية، الرياضية منها و الثقافية و السياحية.
من جهة أخرى اعتبر مصطفى المجيد رئيس فرع تاونات للجمعية المغربية لتربية الشبيبة، في تصرح أدلى به للجريدة، كون “إقليم تاونات أصبح محظوظا، على مستوى البنية التخييمية التي أصبح يتوفر عليها، حيث صار قبلة لعمليات التخييم والاصطياف، والتي استفادت من مراحلتها الأولى الجمعية المغربية لتربية الشبيبة فرع تاونات، بمركز التخييم بجماعة بني وليد، بحمولة 120مقعد موزعة على طفولة فئات اجتماعية ذات الدخل المحدود تنتمي إلى أربع جماعات، وبعض الأطفال من خارج الإقليم، وأطفال الجالية المغربية المقيمة بالخارج ،ودلك بدعم ذاتي وتمويل من وزارة الشباب والرياضة”.
وأضاف المجيد أن” برنامج الجمعية اعتمد على أرضية بيداغوجية، عكست بقوة مضامين شعار الجمعية “طفولة بلادي بألوان الحياة” في تقاطع تام مع الشعار الوطني “احبك وطني”، والذي ساهم في إنجاحه، توفر مركز التخييم على المرافق الضرورية، والتجهيزات والأطر الإدارية والتربوية الحاملة لتجربة غنية وتكوين عميق”.
وركز البرنامج التنشيطي للمراحل التخييمية، التي حملت شعار” احبك وطني “، على تثبيث قيم المواطنة و التسامح، ونبذ الكراهية و العنف المادي و الرمزي، في إطار برنامج بيداغوجي غني في مضامينه و سلس في آليات العمل و الاشتغال على متن يستهدف تغيير عادات و سلوكيات سلبية لدى الطفولة ، وكذا بالنسبة للكبار في أفق الاندماج الفعلي والعملي في دينامية الجماعة بتعبيرات التنشئة الاجتماعية، والحس السليم، يضيف النائب الإقليمي.
وتضمن البرنامج كذلك تنظيم اولمبياد كرة القدم والرياضات الجماعية الأخرى، و حصص السباحة التي تم تأمين خدماتها طيلة مراحل التخييم، حيث أصبحت طقسا يوميا بديلا لموجة الحرارة المفرطة، بالإضافة إلى أنشطة أخرى كاليوم الشعبي و السهرات التي تمثل معملا لتفتق الطاقات والمواهب للتعبير عن الذات، وما تختزنه من قدرات للإبداع و التواصل.
وخلال الأيام التخييمية، برمجة الهيئة الإقليمية للمبادرة الوطنية، خمس تظاهرات للتحسيس و التواصل حول قضايا و مشاريع المبادرة، ووزعت خلالها أقمصة وقبعات، تحمل شعار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عربونا على الاهتمام بالطفولة ومكانتها، والعمل على شرح أنواع المشاريع المنجزة و طرق العمل التشاركي، والمشاريع المدرة للدخل، وموقع الخدمات الموجهة للطفولة، من خلال مشاريع ترميم دور الحضانة، و رياض الأطفال وبناء مؤسسات دور الشباب و الملاعب الرياضية ،و فضاءات الترفيه و تجهيز المكتبات وأشغال الصيانة والمساهمة في تجهيز المدارس التعليمية، وبناء وتجهيز دور الطالب والطالبة لتأمين شروط التحصيل العلمي، ومتابعة الدراسة و محاربة الهذر المدرسي، و كذا المشاريع الموجهة للمرأة والفتاة القروية للاندماج في المجال السوسيومهني عبر تطوير المهارات الحياتية، إلى غيرها من المشاريع، وذلك تحت إشراف وتأطير رئيس مصلحة التواصل، ورئيس مصلحة التكوين و الرفع من القدرات والكفاءات، التابعتين لقسم العمل الاجتماعي.

تاونات : سعيد بقلول

0 commentaires

شارك بتعليقك

رسالة أحدث
رسالة أقدم
الصفحة الرئيسية | جميع الحقوق محفوظة لـ موقع تاونات سيتي | مع تحيات إدارة الموقع