![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEisLKAbbtiE-BzNcjK3D7CUP1Kyk9cz135wwnkOgt3iHEkJhh8uP551jlRXOJl05U0VZ0KywogTPmiwsA2TlGIUk-HTM-_pBqDnGEy9aRkIbGURvynavWzzENaMKFMit50UqX7jg3beS9dU/s1600/images.jpg)
يوميا يفاجأ كل مبحر بين خيوط الشبكة العنكبوتية، بمدونات إلكترونية جديدة لا لفتح وتبادل النقاش ونشر الجديد والإسهامات والخواطر وما جاورها مما يمكن أن ينفع ويفيد، بل لكشف عورات فتيات مغربيات في عمر الزهور ذنبهن أنهن سقطن ضحية 'كاميرات' رقمية أو لهواتف نقالة تحولت من نعمة للاتصال إلى نقمة تأخذ صور بريئات أو مذنبات في لقطات مختلفة، فيما يشبه 'حملة لتشويه سمعتهن' التي لم تعد تستحمل مزيدا من 'الدنس'.
لم يعد غريبا أن تفاجأ فتاة بصورها عارية أو في أوضاع غير عادية وهي تقبل زميلها أو زميلتها بالمرحاض أو باب المدرسة أو..، أو في كل الأوضاع التي حولت شرف بناتنا إلى سلعة كاسدة في السوق. فتماما كالنار في الهشيم تتناسل 'مدونات العري' المجهولة المصدر والهدف والعدد، لكن القاسم المشترك بينها أنها تستغل صورا لتلميذات ومراهقات أخذت لهن دون علمهن أو بمحض إرادتهن، لإغراق هواة 'البحث عن اللذة الإلكترونية'.
لم تكن تلميذات ثانوية الوحدة بمدينة تاونات، وحدهن ضحايا نشر صور فاضحة في مدونات إلكترونية. ولن يكن القضية الأولى أو الأخيرة التي ستقوم الدنيا لها ولا تقعد، وتم عرضها على أنظار المحكمة الابتدائية التي بثت في هذا الملف الذي قلب تاونات رأسا على عقب وساهم في استفحال مشاكل أسرية عديدة وتشويه سمعة مؤسسة تربوية تخرج منها الأطباء والمهندسون ومسؤولو الدولة، بإدانة الشبان الذين عمموا نشر تلك الصور المبرزة لفتيات في أوضاع مختلفة.
وإن كانت شرارة هذه القضية اخمدت نسبيا بإطلاق سراح كل المتهمين فيها قبل إدانتهم بعقوبات حبسية موقوفة التنفيذ، فكل يوم تندلع شرارة جديدة في كل بيت من بيوت أسر بعدة مدن مغربية، باكتشاف صور لبناتها مخلة بالأخلاق والآداب والعادات والتقاليد، في هذه المدونة أو تلك دون أن يكون حتى للضحية علم بذلك. وبذلك تحول نشر عري فتيات المغرب إلكترونيا، إلى ما يشبه موضة وظاهرة ما فتئت تستفحل رغم كل محاولات قطع حبل وريدها.
والغريب أن صور فتيات تلك المدونات وعناوينها، تنتشر بين الشباب بسرعة كبيرة، إذ ما أن تطلق حتى يتهافت عليها كل من بلغ إلى علمه بخبرها إلى حد يضخم رقم زوارها وعدد التعليقات على الصور وكل ما جاور ذلك من وسائل دنيئة لإفراغ المكبوتات. وهو ما يفسح المجال أمام توسيع رقعة انتشار تلك الصور التي غالبا ما تكون أخذت للضحايا دون علمهن، داخل المدينة والحي نفسه الذي تقطن فيه.
وبالإبحار في بعض تلك المدونات، يمكن مشاهدة صور غريبةK، فتيات من مختلف المدن المغربية ولو أن حضور فاس ومكناس والدار البيضاء قائم بثقله، في أوضاع جنسية وإيحائية وغرائزية، وهن بصدد الكشف عن مفاتنهن أو.. أو... أو مؤخراتهن المرسوم على بعضها عبارة ماركة مسجلة بالمغرب أو "made in Morocco". إنها ابضاعة رخيصة في سوق الشرف الذي دنسه االنشر الإلكتروني.
ابنات الناس.. والشوهة
ابنات الناس'، 'بنات الأمير'، 'بنات المغرب'، امكناس الشوهة'، 'طوب فاس'، 'جمال فاس'، 'طوب5'، 'المغرب/ الجمال'، 'إيروتريكس'، 'فتيات التفلية'، 'سناء فيب..... بعض من عناوين كثيرة لمدونات إلكترونية اللعري جرى تدميرها وتحوي صورا فاضحة لفتيات من فاس ومكناس والرباط ومختلف المدن المغربية وتختلف تسميتها وتتأرجح بين التعميم (بنات المغرب مثلا) والتحديد (بذكر المدينة أو الجهة) والتخصيص (سناء فيب).
ويبقى الجهل بالجهة أو الشخص الواقف وراء بث تلك الصور العارية أو المخلة بالآداب والأخلاق التي تكون مركبة في الكثير من الأحيان، القاسم بين مختلف المدونات التي تبقى بعيدة عن العد والإحصاء، طالما أن الفاعل عادة ما يتعمد عدم الكشف عن هويته وإن فعل يكتفي بانتحال اسم مستعار أو "ابسودو" لا يمكن بواسطته الوصول إلى تحديد شخصه وشخصيته غير السوية التي تستغل ثقة الأخريات وسذاجتهن لتشويه سمعتهن وتدنيس شرفهن في الوحل.
وإن كانت بعض تلك المدونات الإلكترونية المجانية الإحداث والنشر، تم تدميرها خاصة بعد انكشاف فضيحة مدينة تاونات التي استهلكت إعلاميا لعدة أشهر، فأخرى ما تزال قائمة تحوي صورا لفتيات في أوضاع أكثر خلاعة وشوهة من أوضاع تلميذات تاونات لكن لا أحد حرك الساكن حيالها. صور لفتيات يذكرن بالإسم الأول أحيانا، وهن عاريات أو في لقطات جنسية ساخنة أو في أوضاع عادية استغلت صورها في غير محلها عن طريق التركيب.
وطالما أن نشر مثل هذه الصور لتلك الفتيات المعروفات لدى أوساط عديدة بالمدينة خاصة بمحيط سكناهن، يسيء إلى سمعتهن ...
تقرير : "أحمد المغربي".