الناشر "
Unknown
" فى 3:20 ص

سكان يعانون عزلة لم تنفع القوارب في الحد منها ومصدر رسمي تحدث عن ضخ أنواع سمك به
حميد الأبيض
نبهت فعاليات جمعوية وحقوقية بتاونات إلى الخطر المحدق بسد الوحدة، أكبر سدود المغرب والثاني إفريقيا، لتوحله السريع ونفوق بعض أسماكه وتلوثه الذي يزداد استفحالا في موسم جني الزيتون، مطالبة الجهات المعنية بالتدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، قبل استفحال الأمر.وكانت جمعية اللواء بالورتزاغ بدائرة غفساي، سباقة إلى إثارة الانتباه إلى هذا الخطر. وراسلت الجهات المعنية بالسدود، متحدثة عن مخاطر تحدق بهذا السد للتوحل السريع الذي يفقده سنويا آلاف الأمتار المكعبة من حقينته الممتد على مساحة مهمة داخل إقليم تاونات وجزء من
سيدي قاسم. وتمنت من تلك الجهات، أن تتدخل بشكل عاجل وسريع للحد من هذا التوحل الذي يهدد السد ب»الفناء العاجل»، مؤكدة أن نمو غابة عشوائية كثيفة في مؤخرة السد خاصة المحادية لمركز الورتزاغ، على مساحة تقدر بعشرات الهكتارات، يزيد في خطورة هذا الوضع المنذر بتطورات خطيرة. وقال مسؤولو هذه الجمعية، إنه إذا لم تتدخل الجهات الوصية على السدود بالمغرب، لاجتثاث تلك الأشجار، فإنها ستعمل على تثبيت الكثير من الأوحال بحقينة السد، وإفناء سعة مهمة منها بسرعة قياسية، ما يعني أن مساحة السد ستتقلص بشكل كبير، ما يؤثر سلبا عليه. وانضاف هذا التوحل السريع، إلى مشكل تلوث مياه السد، الذي بات يؤرق جيرانه وكل المناطق المتزودة منه بالماء الصالح للشرب، بالنظر إلى ما تلفظه معاصر الزيتون العصرية والتقليدية، من نسب مرتفعة للمرجان، وضخ نفايات صلبة في مختلف الأنهار والمنابع، التي تضخ مياهها به. وتحدثت مصادر جمعوية، عن مشاكل يومية يعانيها سكان مجاورون للحقينة، ذكرت منهم الذي يقطنون في دواوير أولاد حمو وتارسالت وعين ليهودي والدهار والعزيب والدكارة، التي «تعاني عزلة قاتلة لإحاطة حقينة السد، بها من كل جانب، في غياب مبادرات حقيقية لفك عزلتهم».وأشارت إلى وجود أكثر من 4 آلاف نسمة بتلك الدواوير الستة الواقعة قرب الطريق الرئيسية رقم 26 الرابطة بين مدينتي وزان وفاس والطريق الثانوية رقم 304، يعانون بسبب هذا الوضع المحتاج إلى تدخل جدي وجاد، ينقذهم من معاناة يومية مع مشاكل التنقل إلى الضفة الأخرى للسد.وأوضحت أن هؤلاء السكان المغلوب على أمرهم، يوجدون في قلب ضيعات فلاحية مهمة، ومعزولون في غياب أن طريق تربطهم بالعالم الخارجي، بعدما حاصرتهم المياه من كل جانب، فيما فضل آخرون الهروب بعيدا عن المنطقة التي لم يعودوا يجدون بها ما يفرض عليهم المكوث بها. ويضطر غالبيتهم إلى استعمال قوارب خشبية بسيطة يعبرون بواسطتها إلى الضفة الأخرى لقضاء حاجياتهم الإدارية والشخصية والاجتماعية المختلفة، غير أن «انكماش الحقينة، وتراجع مستوى الملء بالسد، جعل ركوب القوارب بدوره مستحيلا» تقول جمعية اللواء التي يرأسها علي العسري.وتحدثت عن استحالة التنقل مشيا على الأقدام على متن الدواب، للأوحال التي يتركها سد الوحدة، خلفه، وهو ما فرض «حصارا طبيعيا على السكان»، في انتظار التفاتة جدية ومسؤولة من المسؤولين «تنتشلهم من محنتهم القاتلة، في زمن التغني بكرامة المواطن وحقوقه الأساسية». ووجد الكثير من سكان الدواوير والتجمعات السكنية المحيطة بالسد من كل الجهات، أنفسهم بدون دخل أو مورد مالي قار بالنظر إلى أن المياه غمرت نسبة مهمة من أراضيهم وضيعاتهم الفلاحية التي اندثرت مع تشييد السد، ما جعل الكثير منهم يلجؤون إلى الصيد العشوائي للأسماك. وقلل مصدر رسمي من أهمية هذا التوحل، متحدثا عن جهود تبذل للحد منه ومن نسبة تلوث مياه السد، التي عزاها إلى توالي سنوات الجفاف التي زادت من حدة تسريب مادة «المرجان» بحقينته التي تشكل مصدرا مهما لتزود السكان بالماء الشروب وذاك المستعمل في توريد ماشيتهم. وتحدث المصدر نفسه عن ضخ كمية كبيرة وجديدة من برقات الأسماك بالحقينة، خاصة نوع «سمك الكارب» المعروف محليا ب»الكاريا»، على مستوى مركز الورتزاغ، منذ أكثر من 3 أشهر، أملا في تعزيز الثروة السمكية بهذا السد المشيد على نهر ورغة، التي يهددها التوحل والتلوث. وأكد مصدر جمعوي أن هذه الثروة السمكية تتعرض للاستنزف المستمر في ظل استمرار الصيد العشوائي بالحقينة طيلة السنة، دون مراعاة فترات التبييض والراحة البيولوجية، وغياب أي تأطير أو تنظيم للراغبين في هذا الصيد، ومالكي قوارب الصيد التقليدي، أو زجر للمخالفين للقانون. واستحبت فعاليات مدنية تكثير أنواع الأسماك المزروعة بالحقينة، عوض الاكتفاء بأنواع معدودة ومحددة، والتركيز على الأنواع سريعة النمو وضخمة الحجم ومرتفعة الثمن، من أجل المساهة في تنمية حقيقية للمنطقة، بخلق دخل محترم للصيادين المنظمين، وتشجيع السياحة التسوقية.